أبحاث ودراسات حديثة عن التغدية



أبحاث ودراسات حديثة عن التغدية

تشير أحدث الأبحاث إلى أن التغذية أصبحت محورًا رئيسيًا للتعامل مع قضايا الصحة العامة مثل السمنة وسوء التغذية وفقر الدم، وذلك في ضوء تفاقم الأوضاع بسبب تغيّر المناخ والأزمات الصحية مثل جائحة كوفيد-19. من أبرز الاتجاهات التي يتم التركيز عليها حاليًا:

تحسين النظم الغذائية: تدعو منظمة الصحة العالمية إلى تعزيز البيئات الغذائية التي تشجع على تناول الأطعمة الصحية، مع التركيز على مكافحة سوء التغذية بجميع أشكاله، بما يشمل التقزم، والهزال، والسمنة المتزايدة حتى بين الأطفال. وتتوقع المنظمة أن شخصًا من بين اثنين قد يعاني من سوء التغذية بحلول عام 2025.

التغذية الشخصية: تتطور الأبحاث لتقديم نظم غذائية مصممة وفق الاحتياجات الفردية، بناءً على التحليلات الجينية والميكروبيوم، بهدف تحسين الصحة وتقليل مخاطر الأمراض المزمنة. يتماشى هذا الاتجاه مع التطور في الذكاء الاصطناعي لتقديم توصيات غذائية أكثر دقة.

الغذاء المستدام: يُعتبر التوجه نحو ممارسات إنتاج الغذاء المستدام مثل الزراعة المتجددة والزراعة العمودية من أهم المستجدات. الهدف من هذه التوجهات هو تخفيف الأثر البيئي وتعزيز استدامة النظم الغذائية لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الأغذية الصحية والصديقة للبيئة.

الأغذية الوظيفية: تزداد شعبية الأطعمة التي توفر فوائد إضافية مثل البروبيوتيك ومضادات الأكسدة، استجابة لاهتمام المستهلكين المتزايد بتحسين الصحة عبر الغذاء، بالإضافة إلى تقليل الاعتماد على العلاجات الدوائية.

تساهم هذه الاتجاهات في إعادة تشكيل الأنظمة الغذائية على مستوى العالم، وتدعم السياسات الرامية إلى تحقيق التغطية الصحية الشاملة وتلبية أهداف التنمية المستدامة في مواجهة التحديات البيئية والاقتصادية المستجدة.

 التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية ومصادر أخرى عن مستقبل التغذية لعام 2024

وفقًا لتقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم لعام 2024 (SOFI 2024)، لا تزال تحديات الأمن الغذائي والتغذية قائمة على مستوى العالم، مع تباين واضح بين الدول. التقرير، الصادر عن عدة منظمات دولية مثل منظمة الأغذية والزراعة (FAO)، ومنظمة الصحة العالمية (WHO)، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF)، يشير إلى بعض التوجهات والنتائج الهامة المتعلقة بالتغذية عالميًا:

الأمراض المرتبطة بسوء التغذية: بينما انخفضت معدلات الهزال والتقزم لدى الأطفال على مدى السنوات الماضية، ما زال التقدم غير كافٍ لتحقيق أهداف التغذية العالمية بحلول عام 2030. كما ترتفع معدلات السمنة لدى البالغين بشكل ملحوظ في جميع أنحاء العالم. التفاوت في التغذية: يعيش ثلاثة أرباع من لا يستطيعون تحمل تكلفة نظام غذائي صحي في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط. ورغم انخفاض هذا الرقم بين عامي 2020 و2022، فإن الوصول إلى غذاء صحي يظل تحديًا رئيسيًا في هذه الدول. الأزمات المستمرة: عوامل مثل التغير المناخي، النزاعات، وعدم المساواة الاقتصادية تفاقم من حدة الأزمات الغذائية، مما يزيد من انتشار الجوع في المناطق التي تتعرض لصدمات متعددة. 

التمويل الغذائي: التقرير يدعو إلى تحسين الاستثمار في الأمن الغذائي والتغذية، مع تعزيز التعاون بين الحكومات والمؤسسات الدولية لتحقيق تقدم ملموس في القضاء على الجوع وسوء التغذية. هذه التطورات تؤكد أن التركيز المستقبلي يجب أن يكون على تحقيق نظم غذائية مستدامة ودعم الفئات الهشة في المجتمع لمواجهة الأزمات المتزايدة.

تعليقات

المشاركات الشائعة